فصل: الآيات (1: 4)

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الدر المنثور في التفسير بالمأثور **


*1*المجلد الخامس

*2*14 -  سورة إبراهيم مكية وآياتها ثنتان وخمسون

*3* مقدمة سورة إبراهيم

أخرج ابن مردويه عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال نزلت سورة إبراهيم عليه السلام بمكة‏.‏ وأخرج ابن مردويه عن الزبير - رضي الله عنه - قال‏:‏ نزلت سورة إبراهيم عليه السلام بمكة‏.‏

وأخرج النحاس في تاريخه، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ سورة إبراهيم عليه السلام نزلت بمكة، سوى آيتين نزلتا بالمدينة، وهما‏:‏ ‏{‏ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآيتين نزلتا في قتلى بدر من المشركين‏.‏

*3* التفسير

 آية 1 - 4

أخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة في قوله‏:‏ ‏{‏لتخرج الناس من الظلمات إلى النور‏}‏ قال‏:‏ من الضلالة إلى الهدى‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي مالك - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏يستحبون‏}‏ قال‏:‏ يختارون‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وأبو يعلى وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه وابن مردويه والبيهقي في الدلائل، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ إن الله فضل محمدا صلى الله عليه وسلم على أهل السماء وعلى الأنبياء عليهم السلام‏.‏ قيل‏:‏ ما فضله على أهل السماء‏؟‏ قال‏:‏ إن الله قال لأهل السماء‏:‏ ‏(‏ومن يقل منهم أني إله من دونه فذلك نجزيه جهنم‏)‏ ‏(‏سورة الأنبياء، آية 29‏)‏ وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر‏)‏ ‏(‏سورة الفتح، آية 2‏)‏ فكتب له براءة من النار، قيل له‏:‏ فما فضله على الأنبياء‏؟‏ قال‏:‏ إن الله تعالى يقول ‏{‏وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه‏}‏ وقال لمحمد صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏وما أرسلناك إلا كافة للناس‏)‏ ‏(‏سورة سبأ، آية 28‏)‏ فأرسله إلى الإنس والجن

وأخرج أحمد عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏لم يبعث الله نبيا إلا بلغة قومه‏"‏‏.‏

وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ كان جبريل عليه السلام يوحى إليه بالعربيه، وينزل هو إلى كل نبي بلسان قومه‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه‏}‏ قال‏:‏ بلغة قومه، إن كان عربيا فعربيا، وإن كان عجميا فعجميا، وإن كان سريانيا فسريانيا، ليبين لهم الذي أرسل الله إليهم، ليتخذ بذلك الحجة علهم‏.‏

وأخرج الخطيب في تالي التلخيص، عن ابن عمر - رضي الله - عنهما ‏{‏وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه‏}‏ قال‏:‏ أرسل محمد صلى الله عليه وسلم بلسان قومه عربي‏.‏

وأخرج ابن مردويه عن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - ‏(‏إلا بلسان قومه‏)‏ قال‏:‏ نزل القرآن بلسان قريش‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - قال‏:‏ نزل القرآن بلسان قريش‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - قال‏:‏ لم ينزل وحي إلا بالعربية، ثم يترجم كل نبي لقومه بلسانهم‏.‏ قال‏:‏ لسان يوم القيامة السريانية، ومن دخل الجنة تكلم بالعربية‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن عمر - رضي الله عنهما - قال‏:‏ لا تأكلوا ذبيحة المجوس ولا ذبيحة نصارى العرب، أترونهم أهل الكتاب‏؟‏ فإنهم ليسوا بأهل كتاب‏.‏ قال الله تعالى‏:‏ ‏{‏وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم‏}‏ وإنما أرسل عيسى عليه السلام بلسان قومه، وأرسل محمد صلى الله عليه وسلم بلسان قومه عربي، فلا لسان عيسى عليه السلام أخذوا، ولا ما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم اتبعوا، فلا تأكلوا ذبائحهم، فإنهم ليسوا بأهل كتاب‏.‏

 آية 5 - 6

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد وعطاء وعبيد بن عمير في قوله‏:‏ ‏{‏ولقد أرسلنا موسى بآياتنا‏}‏ قال‏:‏ بالبينات التسع‏:‏ الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والعصا ويده والسنين ونقص من الثمرات‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله‏:‏ ‏{‏أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور‏}‏ قال‏:‏ من الضلالة إلى الهدى‏.‏

وأخرج النسائي وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند، وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في شعب الإيمان، عن أبي بن كعب - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله ‏{‏وذكرهم بأيام الله‏}‏ قال‏:‏ ‏"‏بنعم الله وآلائه‏"‏‏.‏

وأخرج عبد الرزاق وابن المنذر، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ‏{‏وذكرهم بأيام الله‏}‏ قال‏:‏ نعم الله‏.‏

وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن مجاهد - رضي الله عنه - قال‏:‏ لما نزلت ‏{‏وذكرهم أيام الله‏}‏ قال‏:‏ وعظهم‏.‏

وأخرج ابن مردويه من طريق عبد الله بن سلمة، عن علي أو الزبير قال‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطبنا فيذكرنا بأيام الله حتى نعرف ذلك في وجهه، كأنما يذكر قوما يصبحهم الأمر غدوة أو عشية، وكان إذا كان حديث عهد بجبريل عليه السلام، لم يبتسم ضاحكا حتى يرتفع عنه‏.‏

وأخرج ابن جرير عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏وذكرهم بأيام الله‏}‏ قال‏:‏ بالنعم التي أ نعم بها عليهم، أنجاهم من آل فرعون، وفلق لهم البحر، وظلل عليهم الغمام، وأنزل عليهم المن و السلوى‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏وذكرهم بأيام الله‏}‏ قال‏:‏ بوقائع الله في القرون الأولى‏.‏

وأخرج عبد بن حميد ابن جرير و ابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور‏}‏ قال‏:‏ نعم العبد عبد إذا ابتلي صبر، وإذا أعطي شكر‏.‏

وأخرج ابن المنذر عن ابن جريح - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏لكل صبار شكور‏}‏ قال‏:‏ وجدنا أصبرهم أشكرهم، وأشكرهم أصبرهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان من طريق أبي ظبيان، عن علقمة عن ابن مسعود - رضي الله عنه قال‏:‏ الصبر نصف الإيمان، واليقين الإيمان كله‏.‏ قال‏:‏ فذكرت هذا الحديث للعلاء بن يزيد - رضي الله عنه - فقال‏:‏ أوليس هذا في القرآن ‏{‏إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور‏}‏ ‏(‏إن في ذلك لآيات للموقنين‏)‏‏.‏

 آية 7 - 8

أخرج ابن أبي حاتم عن الربيع - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم‏}‏ قال‏:‏ أخبرهم موسى عليه السلام عن ربه عز وجل، أنهم إن شكروا النعمة، زادهم من فضله وأوسع لهم في الرزق، وأظهرهم على العالمين‏.‏

وأخرج عبد الله بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم‏}‏ قال‏:‏ حق على الله أن يعطي من سأله ويزيد من شكره، والله منعم يحب الشاكرين، فاشكروا لله نعمه‏.‏

وأخرج ابن جرير عن الحسن - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏(‏لئن شكرتم لأزيدنكم‏)‏ قال‏:‏ من طاعتي‏.‏

وأخرج ابن المبارك وابن جرير وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان،عن علي بن الصالح - رضي الله عنه - مثله‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم، عن سفيان الثوري - رضي الله عنه - في قوله ‏{‏لئن شكرتم لأزيدنكم‏}‏ قال‏:‏ لا تذهب أنفسكم إلى الدنيا، فإنها أهون على الله من ذلك‏.‏ ولكن، يقول ‏{‏لئن شكرتم‏}‏ هذه النعمة إنها مني ‏{‏لأزيدنكم‏}‏ من طاعتي‏.‏

وأخرج ابن أبي الدنيا والبيهقي في شعب الإيمان، عن أبي زهير يحيى بن عطارد بن مصعب، عن أبيه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏ما أعطي أحد أربعة فمنع أربعة، ما أعطي أحد الشكر فمنع الزيادة، لأن الله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏لئن شكرتم لأزيدنكم‏}‏ وما أعطي أحد الدعاء فمنع الإجابة، لإن الله يقول‏:‏ ‏(‏ادعوني استجب لكم‏)‏ وما أعطي أحد الاستغفار فمنع المغفرة، لإن الله يقول‏:‏ ‏(‏استغفروا ربكم إنه كان غفارا‏)‏ ‏(‏سورة نوح، آية 10‏)‏ وما أعطي أحد التوبة

فمنع التقبل، لإن الله يقول‏:‏ ‏(‏وهو الذي يقبل التوبة عن عباده‏)‏ ‏(‏سورة الشورى، آية 25‏)‏‏.‏

وأخرج أحمد والبيهقي، عن أنس - رضي الله عنه - قال‏:‏ ‏"‏أتى النبي صلى الله عليه وسلم سائل، فأمر له بتمرة فلم يأخذها، وأتاه آخر، فأمر له بتمرة فقبلها وقال‏:‏ تمرة من رسول الله صلى الله عليه وسلم‏.‏ فقال للجارية‏:‏ اذهبي إلى أم سلمة فأعطيه الأربعين درهما التي عندها‏"‏‏.‏

وأخرج البيهقي عن أنس - رضي الله عنه - ‏:‏ ‏"‏أن سائلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأعطاه تمرة، فقال الرجل سبحان الله‏!‏‏.‏‏.‏‏.‏ نبي من الأنبياء يتصدق بتمرة‏؟‏ فقال له النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ أما علمت أن فيها مثاقيل ذر كثيرة‏؟‏ فأتاه آخر فسأله فأعطاه، فقال تمرة من نبي، لا تفارقني هذه التمرة ما بقيت، ولا أزال أرجو بركتها أبدا‏.‏ فأمر له النبي صلى الله عليه وسلم بمعروف وما لبث الرجل أن استغنى‏"‏‏.‏

وأخرج أبو نعيم في الحلية من طريق مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين قال - لما قال له سفيان الثوري - رضي الله عنه - ‏:‏ لا أقوم حتى تحدثني - قال جعفر - رضي الله عنه - ‏:‏ أما إني أحدثك، وما كثرة الحديث بخير لك يا سفيان، إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها ودوامها، فأكثر من الحمد والشكر عليها، فإن الله تعالى قال في كتابه‏:‏ ‏{‏لئن شكرتم لأزيدنكم‏}‏ وإذا استبطأت الرزق، فأكثر من الاستغفار، فإن الله قال في كتابه‏:‏ ‏(‏استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين‏)‏ ‏(‏سورة نوح، الآيات 10 - 11 - 12‏.‏‏)‏ يعني في الدنيا والآخرة ‏(‏ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا‏)‏ ‏(‏الشورى، آية 25‏)‏ يا سفيان، إذا أحزنك أمر من سلطان أوغيره، فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة‏.‏

وأخرج الحكيم الترمذي في نوادر الأصول، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏أربع من أعطيهن لم يمنع من الله أربعا‏:‏ من أعطي الدعاء لم يمنع الاجابة، قال الله‏:‏ ‏(‏ادعوني أستجب لكم‏)‏ ومن أعطي الاستغفار لم يمنع المغفرة، قال الله تعالى‏:‏ ‏(‏استغفروا ربكم إنه كان غفارا‏)‏ ومن أعطي الشكر لم يمنع الزيادة، قال الله‏:‏ ‏{‏لئن شكرتم لأزيدنكم‏}‏ ومن أعطي التوبة لم يمنع القبول، قال الله‏:‏ ‏(‏وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات‏)‏‏.‏

وأخرج ابن مرويه عن ابن مسعود - رضي الله عنه - سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول‏:‏ ‏"‏من أعطي الشكر لم يحرم الزيادة، لإن الله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏لئن شكرتم لأزيدنكم‏}‏ ومن أعطي التوبة لم يحرم القبول، لإن الله يقول‏:‏ ‏(‏وهو الذي يقبل التوبة عن عباده‏)‏ ‏"‏‏.‏

وأخرج البخاري في تاريخه والضياء المقدسي في المختارة، عن أنس - رضي الله عنه - قال قال‏:‏ رسول الله صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏"‏من ألهم خمسة لم يحرم خمسة، من ألهم الدعاء لم يحرم الإجابة؛ لأن الله يقول‏:‏ ‏(‏ادعوني أستجب لكم‏)‏ ومن ألهم التوبة لم يحرم القبول؛ لأن الله يقول‏:‏ ‏(‏وهو الذي يقبل التوبة عن عباده‏)‏ ومن ألهم الشكر لم يحرم الزيادة؛ لأن الله تعالى يقول‏:‏ ‏{‏لئن شكرتم لأزيدنكم‏}‏ ومن ألهم الاستغفار لم يحرم المغفرة؛ لأن الله تعالى يقول‏:‏ ‏(‏استغفروا ربكم إنه كان غفارا‏)‏ ومن ألهم النفقة لم يحرم الخلف، لأن الله تعالى يقول‏:‏ ‏(‏وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه‏)‏ ‏(‏سورة سبأ، آية 29‏.‏‏)‏‏.‏

 آية 9

أخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - أنه كان يقرؤها ‏"‏وعادا وثمودا والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله‏"‏ قال‏:‏ كذب النسابون‏.‏

و أخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر، عن عمرو بن ميمون - رضي الله عنه - مثله‏.‏

وأخرج ابن الضريس، عن أبي مجلز - رضي الله عنه - قال‏:‏ قال رجل لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - ‏:‏ أنا أنسب الناس‏.‏ قال‏:‏ إنك لا تنسب الناس‏.‏ قال‏:‏ بلى‏.‏ فقال له علي - رضي الله عنه - أرأيت قوله تعالى‏:‏ ‏(‏وعادا وثمودا وأصحاب الرس وقرونا بين ذلك كثيرا‏)‏ ‏(‏سورة الفرقان، آية 38‏.‏‏)‏ قال‏:‏ أنا أنسب ذلك الكثير‏.‏ قال‏:‏ أرأيت قوله‏:‏ ‏{‏ألم يأتكم نبأ الذين من قبلكم قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله‏}‏ فسكت‏.‏

وأخرج أبو عيد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن عروة بن الزبير - رضي الله عنه - قال‏:‏ ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال‏:‏ بين عدنان وإسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون‏.‏

وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن أبن عباس - رضي الله عنهما - في الآية قال‏:‏ لما سمعوا كتاب الله، عجبوا ورجعوا بأيديهم إلى أفواههم، ‏{‏وقالوا إنا كفرنا بما أرسلتم به وإنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب‏}‏ يقولون‏:‏ لا نصدقكم فيما جئتم به، فإن عندنا فيه شكا قويا‏.‏

وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم، عن قتادة - رضي الله عنه - ‏{‏جاءتهم رسلهم بالبينات فردوا أيديهم في أفواههم‏}‏ قال‏:‏ كذبوا رسلهم بما جاؤوهم من البينات، فردوه عليهم بأفواههم وقالوا‏:‏ ‏{‏إنا لفي شك مما تدعوننا إليه مريب‏}‏ وكذبوا ما في الله عز وجل شك، أفي من فطر السماوات والأرض‏؟‏ وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم، وأظهر لكم من النعم والآلاء الظاهرة ما لا يشك في الله عز وجل‏.‏

وأخرج أبو عبيد وابن المنذر عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏فردوا أيديهم في أفواههم‏}‏ قال‏:‏ ردوا عليهم قولهم وكذبوهم‏.‏

وأخرج عبد الرزاق والفريابي وأبو عبيد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه، عن ابن مسعود - رضي الله عنه - ‏{‏فردوا أيديهم في أفواههم‏}‏ قال‏:‏ عضوا عليها‏.‏ وفي لفظ‏:‏ عضوا على أناملهم غيظا على رسلهم‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن يزيد - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏فردوا أيديهم في أفواههم‏}‏ قال‏:‏ أدخلوا أصابعهم في أفواههم‏.‏ قال‏:‏ وإذا غضب الإنسان، عض على يده‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم، عن محمد بن كعب القرظي - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏فردوا أيديهم في أفواههم‏}‏ قال‏:‏ هو التكذيب‏.‏

 آية 10 - 12

أخرج ابن أبي حاتم، عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏ويؤخركم إلى أجل مسمى‏}‏ قال‏:‏ ما قد خط من الأجل، فإذا جاء الأجل من الله لم يؤخر‏.‏

وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد - رضي الله عنه - في قوله‏:‏ ‏{‏ويؤخركم إلى أجل مسمى‏}‏ قال‏:‏ ما قد خط الأجل، فإذا جاء الأجل من الله لم يؤخر‏.‏

وأخرج الديلمي في مسند الفردوس، عن أبي الد داء - رضي الله عنه - مرفوعا‏:‏ إذا آذاك البرغوث، فخذ قدحا من ماء واقرأ عليه سبع مرات ‏{‏ومالنا أن لا نتوكل على الله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية، ثم ترش حول فراشك‏.‏

وأخرج المستغفري في الدعوات، عن أبي ذر - رضي الله عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال‏:‏ ‏"‏وإذا آذاك البرغوث، فخذ قدحا من ماء واقرأ عليه سبع مرات ‏{‏ومالنا ألا أن نتوكل على الله‏.‏‏.‏‏.‏‏}‏ الآية‏.‏ فإن كنتم مؤمنين، فكفوا شركم وأذاكم عنا، ثم ترشه حول فراشك، فإنك تبيت آمنا من َشرها‏.‏